
راقب أفكارك

يقال أن الشخصية التي تظن أنك هي ، بمميزاتك و رغباتك و أحلامك و عيوبك وطريقة تفكيرك تبقى هي شخصية زائفة، ليست بتاتا أنت.هذه الشخصية هي تراكم ما رأته عينك و سمعته أذنك و لمسته يدك و تحسسه قلبك،هذه الشخصية هي نتاج المحيط،هي صورة تكونت لديك دون أن تشعر، و تعمل وفقا لها و تسجنك و توحي لك بآلاف الرسائل يوميا، تقول لك أنت خجول، أنت غيرنافع ، تقول لك لن تنجح أبدا.الخبر السعيد هو أنك تسمع في اليوم المئات من الاكاذيب، هذه الرسائل ليست أنت ، فبكل بساطة كل شخصية هي أكذوبة، و هذه الاكذوبة تتخد أشكالا عدة،.لهذا نحن مختلفون في الشخصية،أي في الاكذوبة،لأن كل واحد منا رأى شيئا مختلفا، سمع و لمس و تحسس أشياء مختلفة عن الاخر. لهذا تكونت لكل منا شخصية ( كذبة نفسية ) مختلفة، و نعمل وفقا لها ، و هذا يطرح طريقة تفكيرنا ، فالعدو رقم واحد للانسان هو التفكير, مهما كان ما وصل اليه التفكير من تقدم و اختراعات و تصورات, و تطور, فان التفكير يبقى في نظري هو عدو الانسانية ، فطريقة تفكيرنا وجدتها وحشية جدا في بعض الأحيان.أليست وحشية عندما يجعلك تفكيرك تتكلم مع نفسك، تعاتبها بواسطة التفكير و توبخها و تقمعها، أليس عدوا عندما تكون ثمانين في المئة من أفكارنا سلبية،أليس التفكير وحشيا عندما نحب أن نمتلك شيئا, و عند امتلاكه يصبح مثله مثل الاشياء الاخرى لأن التفكير ينقص من قيمة الاشياء عند امتلاكها، أليس التفكير وحشا عندما يركز فقط في شيء واحد و يلغي الاشياء الاخرى،أليس التفكير مأساة عندما يجعلك ترجع إلى ألام الماضي و قلق المستقبل, أليس التفكير نقطة ضعفنا و عدونا لانه يتقبل الافكار الخارجية ويأخد بها مثل وساويس الشيطان و الافكار السلبية التي نسمعها من الناس، أليس التفكير عدوا لنا لانه يتأثر أحيانا بأشياء لا نريدها و يرغمنا على التفكير فيها،أليس من المفروض أن نكون نحن من نسيره و نوجهه لا ليوجهنا هو يرغمنا في لتفكير في أمور لا نريد التفكير فيها،أليس التفكير وحشا عدوا عندما يعتبر المصلحة الشخصية هي الاولى و يقوي " الأنا" بحيث تتبرأ من أمك و أبيك من أجل الدنيا ، أليس التفكير عدوا عندما يذكرك بأشياء رغم أنها تؤلمك، اليس التفكير عدو البشرية ؟ إن النجاح والحياة السعيدة لا يتطلبان منك سوى إتخاد القرارات الصائبة التي تأتي بدورها من القرارات السيئة فمهما حل بك من حال أو ظروف قاسية مررت بها، جعلت من حياتك عبارة عن مآسي، وألام نفسية، وأيضا مهما بلغت سلبياتك وأعذارك التي إستندت عليها، جعلت منك ترفض أي تغير، وبدى لك كل شيء مستحيل فكونت لذيك قناعة أطلقت من تفكيرك أنك خلقت لتكون من المعذبين، ثم رفعت راية الإستسلام لهذا الواقع المر فأحاط بك الظلام من كل ناحية، حينها أصبح الخوف و القلق هما سجنك، و الهم والحزن عاداتك التي لا تفارقك، هنا أقول لك توقف لقد حان وقت إتخاد القرار من أجل تغير الحياة وتحمل المسؤلية تجاه الواقع، لقد حان الوقت لتغيير القناعات، فالمستحيل يصبح ممكن، والتعاسة ممكن أن تنتقل إلى السعادة، والحلم لما لا يصبح حقيقة، والضعف لما لا يصبح قوة، فالكل الآن يريد تغيير العالم ، و ننسى ان النجاح مرتبط بذواتنا التي هي رهينة تفكيرنا ، فقبل ان نفكر في تغيير العالم ، فلنغير أنفسنا ، و مثل ما يقول قال فرنك أوتلو : راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال ، و راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات ، و راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع ، راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك ففي الاخير نكتشف ان مصيرنا هو بالأساس مرتبط بتفكيرنا ، فمراقبة افكارنا سستضمن لنا التغيير المنشود ، و تحررنا من معتقل اللاوعي ، و تحمسنا للعمل و العطاء و المسئولية .

تعليقات فيس بوك