الجنـوب أو الحلقـة المفقودة في كرة القدم الوطنية


واقع كرة القدم في الجنوب

الجنـوب أو الحلقـة المفقودة في كرة القدم الوطنية


تغيب أندية كرة القدم من الجنوب الجزائري عن مختلف البطولات في المستوى العالي ، ماعدا شبيبة الساورة التي صنعت الاستثناء هذا الموسم، في حين يبقى السواد الأعظم من الأندية في الجنوب ، يتخبط في جحيم الأقسام الدنيا ، رغم ما تتوفر عليه المنطقة على غرار كل مناطق الوطن من مواهب كروية كفيلة بالبروز فضلا على تواجد كبرى المؤسسات الإقتصادية التي تمثل عصب الإقتصاد الوطني بهذه المنطقة دون أن تساهم في ترقية الرياضة وإخراج الشباب الجزائري بالجنوب 
من دائرة الفراغ إلى فضاءات صنع المجد والتاريخ الرياضي.
 في هذا الملف تسلط"الجديد" الضوء على الرياضة الأكثر شعبية (كرة القدم)لما لها من تأثير ومتابعة من قبل الشباب. ماعدا كأس بني ثور و استثناء نسور الساورة أندية الجنوب نكرة رغم بروز العديد من المواهب الفردية ، وتألقها في مختلف ملاعب القطر الجزائري منذ سنوات عديدة، بداية من بلبحري لاعب مولودية سعيدة الذي حمل ألوان شباب بلكون في سبعينيات القرن الماضي و زرابي ابن مدينة ورقلة الذي تألق في نصرية حسين داي وبعده كل من صلاح عبدو، حسان غولة و قفاف فيو وصولا إلى ابني ولاية ورقلة أيوب عزي في إتحاد الحراش ، عبد المالك جغبالة في مولودية الجزائر والعديد من الأسماء ، التي ظهرت في بطولتي المحترف الأول والثاني وهي من رحم الجنوب ، إلا أنه لم  يضاهها بروزا لفرق من الجنوب ، في المستويات العليا حيث لم نشهد و لا فريق من الجنوب الجزائري في القسم الأول ، منذ  صعود شباب بني  ثور سنة 1999 وسقوطه سنة 2001  ، بعدما تألق غزلان الصحراء  في الفترة الذهبية لهم ، من خلال تتويجهم  بكأس الجمهورية و هي الأولى والأخيرة التي زارت الجنوب ،وشارك بالموازاة مع ذلك ، في الدور الـ16 لكأس الكؤوس الإفريقية ،وخسر مباراة الذهاب ، أمام ستاف بيكو الغامبي ، بهدف مقابل صفر ،وفاز في ورڤلة بثنائية نظيفة ، ليتأهل إلى الثمن النهائي، حيث واجه تورنادوس النيجيري ، وفاز في مباراة الذهاب بورڤلة بهدف يتيم،بعدما ضيع اللاعب العلمي عرباوي آنذاك ضربة جزاء في الدقيقة 85 ، وانهزم ممثل الجزائر في نيجيريا ، في لقاء العودة بهدفين مقابل صفر ،ليخرج الغزلان من المنافسة الإفريقية بشرف ، غير أن لا أحد من مسيري الفريق ولاعبيه وأنصاره ، توقعوا أن الفريق، سيكتفي بهذا الإنجاز ، حيث بدا مسلسل السقوط الحر لهذا الفريق بعدها ليعود أدراجه الى جحيم الأقسام الدنيا ، ويبقى الإستثناء  حاليا هو ما يصنعه نسور الساورة في الرابطة المحترفة الأولى ، بعدما حققوا صعودا متتاليا , حتى وصلوا إلى دوري الأضواء , أين فاجئوا الكثير من المتتبعين بتقديمهم لموسم استثنائي"نتمنى تطوره وديمومته" من حيث النتائج والعروض الكروية والفرجة التي يحن إليها عشاق الساحرة المستديرة عبر هموم الوطن، منافسا بها أعرق الأندية الجزائرية ، فـي صـورة شبيبة القبائل واتحاد العاصمة ووفاق سطيف ، ماعدا هذا لا يمثل أكبر منطقة في الجزائر ، بأي ناد أخر باستثناء القسم  الثاني هواة ، الذي  يلعب فيه كل من نادي تڤرت ومولودية المخادمة . المرافق الرياضية غائبة والمدارس الكروية تعاني تعاني جل الفرق التي تنشط في الجنوب، من انعدام الوسائل ، التي من المفترض أن تكون من ضروريات اللعبة،إضافة إلى الحالة الكارثية للمنشأت الرياضية في الجنوب ، فالملاعب الرياضية ، لا تكاد تستوعب الأندية ، حيث يشترك عديد الأندية في ملعب واحد ، قد يصل إلى سبعة أندية ، كما هو الحال في مدينة المنيعة بغرداية ،بالإضافة إلى الفئات الصغرى ،دون الحديث عن  قاعات الاسترجاع والمركبات الرياضية الخاصة بالنوادي ،و تعاني الكثير من الفرق في توفير تغطية مصاريف التنقلات ، إضافة الى غياب الشبه كلي للمدارس الكروية ، لاحتضان المواهب ،بإستثناء التجربة القائمة في مدينة تڤرت ،أين أُنشئت مدرسة كروية تكوينية ، أطلق عليها إسم المدرسة الكروية لحي 40 ،تأسست في سنة 2010 ، إضافة الى مدرسة شباب بني ثور ، التي لم يكتب لها النجاح ، رغم أن القائمين على تسيير الفئات الشبانية في بني ثور يفكرون في إعادة بعث هذه المدرسة من جديد ، هذا لم يمنع من ظهور بعض المحاولات ، من بعض الفرق الى إنشاء مدارس كروية ، إلا أن العائق المالي وقلة الكوادر لتسييرها ، حال دون تحقيقها للأهداف المنوطة بها  .




شاركه على جوجل بلس
    تعليقات فيس بوك