جمال سائبة تهدد حياة الســـائقين في طرقات الوادي

تفعيل القانون القاضي بمصادرتها وفرض غرامات على أصحابها ضروريجمال سائبة تهدد حياة الســـائقين في طرقات الوادي


دق سائقون مرتادون للطرق الوطنية الرئيسية بالوادي ناقوس الخطر بعد التفشي الرهيب لظاهرة عبور الحيوانات السائبة خاصة الجمال للطرقات أثناء السير بالمركبات، خصوصاً في فترات الليل إذ يشكل هذا تهديداً لحياتهم، لافتين إلى أن الجمال السائبة تنتشر على الطرقات السريعة فجأة، محدثة إرباكاً للسائقين، وتتسبب في حوادث مرورية، مطالبين الجهات المعنية في الولاية بوضع حلول لهذه المشكلة، وتسطير حملات توعية لملاك الماشية بمخاطر تركها سائبة بالقرب من الطرق السريعة أو تسييج الطرقات منعا من وقوع الممنوع وسقوط ضحايا.

وقد وقفنا على حجم هاته الظاهرة بزيارة ميدانية لطريق الفيض الجديد أين صادف وجودنا هنالك مرور جمال وأغنام تقطع الطريق فجأة، في عدة مراحل من دون رقيب من أصحاب هذه المواشي وعدم مرافقتهم أصلا لقطعانهم المتجولة، الأمر الذي أربك السائقين على قلتهم الذي تمهلوا كلما أشير لهم من طرف السيارات الأخرى المارة عكس الاتجاه أن فيه شيء ما في الطريق، إذ يتبادر في أذهانهم مباشرة أنه قطيعا من الحيوانات السائبة يعبر الطريق أو يرعى على جانبيه قد يستأنف طريق مرورا عبره، ما وقفنا عليه أيضا أن بعض السائقين لا يستطيعون التحكم في مركباتهم كون أن الطريق إضافة إلى رعي القطعان بالقرب منه يعرف اهتراء كبيرا وانتشارا للحفر العميقة وهو ما يضطر أصحاب السيارات المحافظة على سرعتهم تجنبا للانحراف. 
وخلال جولتنا الاستطلاعية بالطريق الوطني رقم 48 المؤدي لولاية بسكرة الذي شهد خلال مراحل سابقة حوادث مأساوية أدت لوفيات بالجملة، أين أكد المواطن "ع م" القاطن بقرية المقيبرة ببلدية الحمراية أن أغلب مرتادي هذا الطريق، خصوصاً سائقي المركبات، يعانون انتشار هاته الحيوانات السائبة خصوصاً الجمال ما يضطرهم للتقليل من السرعة مقارنة بالسير في الطريق الوطني رقم 16 نحو ولاية تبسة، إذ أشار أن مُربي هاته الحيوانات بالمنطقة يعرفون أن قطعانهم تسببت في مقتل العشرات بل المئات لكن لا يجدون بدا لوضع حد لرعيها منفردة، فهم يُخلون سبيلها لفترة قد تتراوح لشهر دون أي مراعاة للأخطار التي قد تسببها، إذ أن أغلب الحوادث المنجرة عن الجمال وأدت للموت يغض هؤلاء عنها الطرف كون أن الجمل أو الجمال القاطعة للطريق وأدت لحادث لا يعرف لها أي أثر لهذا أو ذاك ؟ كون أن الحوادث التي تسببها فيها غالبا تشوهها تماما ولا تترك مجالا لمعرفة أصحابها.
 إذ نوه أن الجهات المعنية مطالبة بتفعيل القانون الذي يفرض غرامات على أصحاب الحيوانات السائبة، لأن وجودها ترعى العشب على أطراف طريق يشكل خطرا ً داهما على أرواح المواطنين مع تفعيل دوريات أمنية مهمتها ترصد كل القطعان السائبة وحجزها ردعا لكل المربين.

الأمطار الغزيرة المتهاطلة مؤخرا قد تصبح وبالا على السائقين

ورجح السائقون الذين استوقفتهم "الجديد" عبر الطريق الوطني رقم 16 أن سقوط الأمطار خلال الشهر المنقضي قد يؤدي لوقوع حوادث بالجملة خلال الأشهر القادمة بسبب مساحات الحشيش الخضراء الكبيرة المتوقع اكتساحها لكل المنطقة، حيث ستزيد حسبهم نسبة رعي القطعان وتجوالها عبر ربوع المنطقة، خاصة الغنم فبعد أن كان المربون يحبذوها في الإسطبلات السنوات الماضية بسبب الجفاف قد يكون شأنها شأن الجمال وتتعقد المأمورية على سائقي المركبات ويصبح الخطر خطرين خاصة كثرة أعداد الأغنام مقارنة بالإبل.
تســييج الطرقات .. . المشروع المنسي؟؟ 
على غرار الدول الصحراوية التي تعرف مشكلا من هذا الصنف بعرقلة الماشية بمختلف أنواعها للطرقات والتي تعرف طرقاتها تسييج ممنهج ومدروس، نجد أن الدولة الجزائرية لا تستأثر لهذا الموضوع ولا تول له أي اهتمام رغم نفوق الثروة الحيوانية وتعرض المواطنين للموت بسبب الحوادث المنجرة على رعيها الطبيعي، فتسييج الطرق الوطنية الصحراوية كما يضيف المواطنون خلال المراحل القادمة أضحى ضرورة قصوى لابد منه حتى تدخل الثروة الحيوانية بر الأمان والحفاظ على أرواح المواطنين إذ يشير أخصائيون أن هذا المشروع ضمن مشاريع البنى التحتية ويعطي إضافة جديدة للمنطقة إذا أعطته الحكومة اهتماما وشرعت في انجازه، إضافة إلى هذا طالب السائقون الجهات ذات العلاقة بزيادة اللوحات المعدنية الفوسفورية التحذيرية على امتداد الطرق الوطنية لتنبيه السائقين بمناطق عبور الجمال وتوسعة الطرق وتحويلها إلى طرق مزدوجة من شأنها أن تقلل من الحوادث سواء المتعلقة بالجمال والمواشي أو حتى الحوادث المرورية الأخرى العارضة
وكذا اقتراح تشكيل لجنة من الدرك والشرطة والجهات الحكومية ذات الصلة بالشأن  للقيام بجولات ميدانية على الطرق المستهدفة وإلزام أصحاب الجمال بإبعادها بصورة إلزامية، بحيث لا تقترب بأي شكل من الأشكال من طرق وممرات السيارات والمركبات ومعاقبة كل من لا يلتزم بمصادرة جماله، أو حتى بالمتابعات القضائية في حال وقوع وفيات أو تعرض مواطنين لتلف .

شاركه على جوجل بلس
    تعليقات فيس بوك