ميسي أصبح أسطورة .. ويوشك أن يكون الأعظم في التاريخ

 ■■ فعلها ميسي للمرة الرابعة وفاز بجائزة الفيفا ومجلة فرانس فوتبول لأفضل لاعب في العالم  في كرة القدم  ليصبح أول لاعب في العالم يحمل الكرة الذهبية ويحقق اللقب أربع مرات مجتمعة أو متتالية ، ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه ، ولم يعد يفصله عن لقب أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم ، سوى رفع كأس العالم مع المنتخب الأرجنتيني .. ولو كان قد إستجاب عام 2004 لعرض إتحاد الكرة الإسباني المغري لتجنيسه وإنضمامه للمنتخبات الإسبانية ، لكان بالفعل اليوم هو أفضل لاعب في التاريخ مع كل الإحترام لبيليه ومارادونا .

■■ لكن الفتى الخجول المتواضع ، الذي لم تجد أسرته حيلة لعلاجه من مرض نقص هرمون النمو، والذي كان يهدد بتحوله إلى قزم ، رفض مع أسرته ووالده التنازل عن جنسيته واللعب لمنتخب دولة أخرى إحتضنته واحتوته بين ربوعها عن طريق نادي برشلونة الذي تبنى الفتى الموهوب ، وعكف على علاجه وتغذيته وتنمية وصقل مواهبه ليصبح إسطورة لها شأنها في تاريخ الكرة العالمية .

■■ إعجابي كان كبيراً دائما بالنجم الأرجنتيني الكبير منذ بدأت في متابعته للمرة الأولي يوم 14 يونيو من صيف العام 2005 بمدينة "اينسخيديه" بهولندا في مباراة مصر والارجنتين ضمن المجموعة الرابعة  في كأس العالم للشباب، وحينما سجل هذا الشاب هدفه الأول في مرمي منتخب مصر في الدقيقة 46 اي في الوقت بدل الضائع ، كانت هذه بداية إنطلاق عملاق ونجم جديد في سماء الكرة العالمية .

■■ في هذه الأثناء كنت أتابع ميسي عقب كل مباراة في المنطقة المختلطة ، وكنت أوجه إليه أسئلتي عبر صحفي أرجنتيني ، والغريب أنني عندما سألته عن لاعبه المثالي والنجم الذي يسعى  للوصول لمستواه ، فأجاب بأنه بابلو إيمار الذي حصل ذات مرة على قميصه وكان يحتفظ به بإعتزاز .. وخلال أسئلتي  له كان ميسي يرد بخجل ووجهه تأخذه الحمرة ، وكاد يذوب خجلا في مرة أخرى حينما سألته عن أراء  تقارن بينه وبين مارادونا، وخاصة عندما عرفت أن مارادونا إتصل به هاتفياً لتحفيزه خلال وجود المنتخب الارجنتيني في هولندا .

■■  وظللت أتابع ميسي في البطولة  وأتناقش مع إبني الكبير حسن في حوارات طويلة عبر الايميل خلال المباريات وقبلها وبعدها  حول براعته ومهاراته الرائعة وتوقعنا  أن يفوز بلقب الهداف وأحسن لاعب في البطولة ، وتابعته وهو يسجل ويتألق امام المانيا وكولومبيا واسبانيا ، وفي الدور قبل النهائي للارجنيتن أمام البرازيل لعب دور البطولة المطلقة بتسجيل هدفي فريقه وكنت أعلق على المباراة لإذاعة الشباب والرياضة المصرية ، وأطلقت عليه لقب مارادونا الجديد ، ثم لعب نفس الدورفي المباراة النهائية أمام نيجيريا بالحصول على ضربتي جزاء والتسجيل منهما ليفوز مع الارجنتين بكأس العالم للشباب ويفوز هو بلقبي الهداف وأحسن لاعب ، لأعلن بعد ذلك في خلال الحوار الذي كتبته لمجلة سوبر وجمعت فيه كل الأسئلة التي وجهتها له ، أننا على موعد مع لاعب كبير سيكون أحد أفضل نجوم العالم ، وأن عطاءه في تلك البطولة كان أفضل مما قدمه مارادونا في نفس البطولة من قبل .

■■  واستمرت متابعاتي للنجم الجديد ، وفي وقت لم يكن لديه إنجازات وكانت النظرة إليه أنه مجرد شاب موهوب ، رشحته للمنافسة بقوة على حمل الكرة الذهبية ولقب أفضل لاعب في العالم ، عامي 2007 و2008 ، وقلت وقتها في أحد مقالاتي " ميسي أفضل من مارادونا .. هل من مبارز " .. ولم يكن لديه إنجازات كبيرة ولكنه نافس بقوة ، وفي هذا العام ورغم أن إنجازاته  والقابه كانت غائبة ولم تكن سوى بطولة كأس ملك اسبانيا ، رغم ذلك ،فإنه بمستواه وأداءه الفردي المذهل وتحطيمه لأرقام عديدة في المشاركات والتهديف على المستوى العالمي والاوروبي والاسباني ، تسبب في تغيير معايير الجائزة التي كانت تركز على البطولات والألقاب.

■■ وكما تسبب في تغيير معايير جائزة أحسن لاعب في العالم ، فإنه بأخلاقه وتواضعه وإحترامه لمنافسيه ومدربيه وزملائه ، تسبب في تغيير نظرة النقاد والجماهيرللنجوم الكبار ، وأستطيع أن أزعم أن هذه الأخلاق مكسب آخر لكرة القدم .. أقرأوا معي ماذا قال في حواره لجمال جبلي المراسل العربي المتميز لقناة الجزيرة الرياضية عقب فوزه بالجائزة مساء اليوم في زيوريخ.

■■ سأله جبلي : أنت معتاد على الفوز بهذا اللقب أليس كذلك ، فرد قائلاَ : لا لست معتاداً على الإطلاق إنها جائزة كبيرة وحققت لي سعادة كبيرة وجعلتني أحظي بالتفوق والتكريم .. وإعترف ميسي بإحترام كبير لكل من سانده في تحقيق هذا اللقب سواء في البارسا او منتخب الارجنتين ولم ينس أن يجامل زميله إينيستا الذي جاء ثالثا في إستفتاء الجائزة بعد البرتغالي كريستيانو رونالدو  .
ولما سأل الجبلي ميسي قائلاً : أنت تصنع التاريخ ، فنفى ذلك بحياء كبير مماثل للحياء والخجل الذي ظهرعليه وهو يقوم من فوق كرسيه لحظة الاعلان عن إسمه وكاد يسقط من الخجل، ورفض ميسي مقولة الجبلي وقال لا أريد أن أفكر في هذا ، فقط أريد الاستمتاع باللحظة ومواصلة العمل والتدريبات واللعب من جديد مع الزملاء ومحاولة تحقيق الفوز بكل شيء .

■■ هل تعرفون بعد هذا التواضع وأدب الحوار لماذا فاز النجم الأسطوري بهذه الألقاب الأربعة ، ولماذا لم يعد ينقصه سوى لقب كأس العالم ليسبق بيليه ومارادونا .. ومرة أخرى مع إحترامي لهما !   

شاركه على جوجل بلس
    تعليقات فيس بوك